تركيا و العالمقبرص الشمالية

الامارات تدخل نفسها بصراع البحر المتوسط عن طريق اتفاقاً مع تل أبيب يشمل الدعم العسكري، بمناورات مع أثينا قريباً من سفن تركية

لم يمضِ سوى يومين على زيارة رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهن أبو ظبي للقاء قادة دولة الإمارات وعلى رأسهم مستشار وليّ العهد طحنون بن زايد، حتى نقلت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قوله إن “تركيا تشكّل خطراً علينا أكثر من إيران”.
زيارة كوهن أبو ظبي جرت تحت غلاف مناقشة اتفاق التطبيع الذي أعلن عنه مؤخراً بين الجانبين، لكنها عُنيت بالدرجة الأولى بالتنسيق الأمني والتعاون العسكري، كما كشف مستند صادر عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية.
ولا تُخفِي إسرائيل نيّتها دعم الإمارات في موقفها المناوئ لتركيا، فقد كان لافتاً قبل توقيع اتفاق التطبيع مع الإمارات بأيام قليلة صدور بيان إسرائيلي رسمي لأوّل مرة يساند اليونان ضد تركيا، ويعلن صراحةً دعمها في مواجهة “التقدم التركي في مياه شرق المتوسط”، وترى أوساط إسرائيلية أن الاتفاق مع الإمارات جاء لتعزيز الحلف المناهض لتركيا الذي تشكّله اليونان وإسرائيل ومصر وجنوب قبرص وأيّدته الإمارات غير مرّة.

تطوي الإمارات العربية بسرعة فائقة المسافات بينها وبين إسرائيل، وتبدو على عجلة من أمرها لتنفيذ اتفاق التطبيع وما حواه من بنود بعضها كُشف والباقي قيد الكتمان، لكنها تسارع أيضاً إلى الاحتماء بإسرائيل لتنفيذ أجندتها التي فشلت في تحقيقها، بخاصة ما يتعلق بدعمها للانقلابي خليفة حفتر في ليبيا، وإجهاض مساعي تركيا للتنقيب عن الموارد الطبيعية في جرفها القاري بالبحر المتوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى